142

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Maison d'édition

مركز النخب العلمية-القصيم

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Lieu d'édition

بريدة

Genres

وَقَوْلُهُ ﷺ: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَهِيَ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا رِجْلَهُ، وَفِي رِوَايَةٍ: عَلَيْهَا قَدَمَهُ فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَتَقُولُ:

الشرح
ولم تَرَ لانكشافِ الضُّرِّ وَجْهًا ... ولا أغنَى بحِيلَتِه الأرِيبُ
أتاكَ على قُنوطٍ منك غَوثُ ... يمُنُّ به اللطيفُ المُستجِيبُ
وكُلُّ الحادِثاتِ إذا تناهَتْ ... فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرِيبُ
والقنوط: أشد اليأس.
وقوله: «وَقُرْبِ غِيَرِهِ» الواو هنا بمعنى (مع) أي: (مع قرب غِيَرِهِ)، والغِيَر - بكسر الغين وفتح الياء - بمعنى التغيير؛ لأن الله ﷾ هو الذي بيده تدبير الأمور وتغييرها، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون.
وهذا الحديث اشتمل على ست صفات من صفات الله تعالى، وهي:
١ - العَجَب: من قوله: «عَجِبَ رَبُّنَا».
٢ - الضحك: من قوله: «فَيَظَلُّ يَضْحَكُ».
٣ - النظر: من قوله: «يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ».
٤ - العلم: من قوله: «يَعْلَمُ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ».
٥ - القدرة: من قوله: «قُرْبِ غِيَرِهِ»، والتغيير دليل القدرة، فمِن صفاته سبحانه القدرة، ومن أسمائه القادر.
٦ - الرحمة؛ لأن فرجه لعباده دليل على رحمته بهم.
قوله: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَهِيَ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ ...» الحديثَ.

1 / 147